تاريخ الدرس: 1994/10/21
في رحاب التفسير والتربية القرآنية
مدة الدرس: 00:57:55
سورة المدثر، الآيات: 38-56 / الدرس 7
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللّهمّ صلّ على سيّدنا محمّد وآل محمّد، وصلّ على سيّدنا إبراهيم وعلى سيّدنا موسى وعيسى وجميع إخوانه من النّبيّين والمرسلين، وبعد:
ماذا غيّر القرآن في الإنسان العربي؟
يقول الله تعالى في سورة المدثر: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة﴾ [المدثر: 38] فالقرآن مصنع ومدرسة تجعل كلّ طالب مُجِدٍّ مجتهدٍ نجيبٍ يتخرّج منها بشهادةِ وكفاءةِ الإنسان العقلاني والإنسان الإنساني والإنسان العالِم والإنسان الفاضل، وهذا ما أثبته التّاريخ عندما صار القرآن مدرسة الأمّة العربيّة على أمّيّتها وجهلها وتمزّقها والعداوات فيما بينها وفقرها وتخلّفها، فبتخرّجها من مدرسة القرآن صارت أفضل أمم الأرض في كلّ نواحي الحياة علماً وعقلاً وحرّيةً وإنسانيّةً وتقدّماً وصناعةً.
ولمّا دخل على القرآن والإسلام تأويل الجاهلين وغلو الغالين وانتحال المبطلين صار كالماء إذا داخله الأوساخ، فبدل أن يعطي الحياة والصّحة فقد يعطي الموت والأمراض والأسقام.
كل نفس مرهونة بعملها
فيقول الله في سورة المدثر: ﴿كُلُّ نَفْسٍ﴾ كلّ إنسان مَلِكاً أو غير ملِك، غنياً أو فقيراً، عزيزاً أو بسيطاً، فمظاهر الدّنيا في عالم الدّينونة والقيامة لا وجود لها، فلا يوجد للملك ملك، ولا يوجد للوزير وزارة ولا يوجد للغني غنى، فمن كان له أنصاره وجماعته وعسكره وجنوده فسيدخل على محكمة الله عزَّ وجلَّ ويحشره يوم القيامة فرداً: ﴿وَكُلُّهُمۡ ءَاتِيهِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَرۡدًا﴾ [مريم: 95]، فالإنسان وكلّ إنسان مشمول بقوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة﴾ فيوقَف الإنسان في مواقف الحساب في محكمة الله، فلا يَخرُج من “توقيفه” [سجنه] إلى عالم الجنّة إلّا بعد أن يؤدّي الحساب، ويُنظَر في عمله إن كان عمله صالحاً وكان في فكره الفكر الصّالح وفي كلامه الكلام الصّالح وفي وقته بأن يستعمله في العمل الصّالح، وكذلك في شبابه وفي ماله وفي حكمه وفي غضبه وفي رضاه.
فإذا عمل الصّالحات وقدّم الأعمال [خرج من توقيفه]، كما لو أنّك رهنت بيتك على مئة ألف فيبقى بيتك محبوساً عند المرتهِن حتّى تؤدّي إليه المئة ألف، وكذلك النّفوس محبوسة عن الجنّة وعن دار السّعادة الأبديّة الخالدة، فالسّعادة في عالم الجنّة كما وُصِفت بأنّها “شباب بلا هرم وصحة بلا مرض وحياة بلا موت” 1 .
قال تعالى: ﴿لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا﴾ [الواقعة: 25] لا يتكلّم أحد بكلام لا نفع منه ولا خير ﴿وَلاَ تَأْثِيمًا﴾ الكلام المؤذي ﴿إِلاَّ قِيلاً سَلاَمًا سَلاَمًا﴾ [الواقعة: 26].
ينظرون إلى الله في كلّ صباح وعشيّة، وإن كان لا يوجد صباح ومساء لكن بمقدار الصّباح والمساء، فقالوا: “وهل ينظر أحدنا يوم القيامة إلى ربّه يا رسول الله؟” فقال: ((هل تمارون)) يعني هل تشكّون ((في رؤية القمر ليلة البدر)) ليلة الرّابع عشر من الشهر القمري في السّماء ((وليس دونه سحاب؟)) فلا يوجد شيء يحجبه في ليلة الرابع عشر وهو مكتمل، قالوا: لا، قال: ((هكذا ترون ربكم يوم القيامة)) 2 ثمّ قرأ الآية القرآنيّة: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة﴾ [القيامة: 22] فعندما يرى العريس عروسه ملكة الجمال كيف يصير وجهه من جمال المرأة والمنظر؟
﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة﴾ [القيامة: 23] فالنّفوس موقوفة يوم القيامة لا يفكّها من توقيفها إلّا إيمانها الحقيقي الحيّ من منبعه الأصيل المقرون بالأعمال الصّالحة والأخلاق الفاضلة، وأن نُحَوّل كلامَ الله ورسالته فينا إلى أعمال، فنحوّل الكلام إلى أعمال ونحوّل الآيات إلى أخلاق وصفات، فقرآن الورق والحبر وحده ولو حفظته بلسانك لا بد أن يتحوّل إلى أعمال وأخلاق، كمثل الأكل إذا أكلت ولم يتحوّل الطّعام بالهضم إلى دم وطاقة فخرج كما دخل، فيبقى الإنسان بلا قوّة ولا حركة، بل قد يموت.
فكلّ نفس حتّى إنّ الأنبياء.. والأنبياء قد رفع الله عزَّ وجلَّ مقامهم، لا لأنهم أنبياء بالاسم، بل رفع مقامهم بأعمال النّبوة، وأعمال النّبوّة هي التي تصنع المجتمع الفاضل والعقل الفاضل والخُلُق الفاضل والأعمال الصّالحة.
الفرق بين التّمنّي والإيمان الحقيقي
﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة﴾ فهل عندما نقرأ هذه الآية نقف عندها ونتصوّر ذلك الموقف، أننا محبوسون في التّوقيف الإلهي عن الجنّة وعن حياة النّعيم الأبدي لا يفكّنا من حبسنا ورهننا إلّا إيماننا الحقيقي وأعمالنا الصّالحة وسلوكنا الصّادق؟ أمّا أن تتمنّى أو تتخيّل أنّك صرت مؤمناً بمجرد أن تقول: “أنا مسلم” أو “أنا مسيحي” أو “أنا يهودي” وأعمالك تتنافى مع مبادئ إبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد عليهم السلام، سيدنا محمد ﷺ يقول: ((ليس الإيمان بالتمني))، إذا جلست وتمنّيت أن تصبح رئيس جمهوريّة وأنت جالس في الكوخ، فبهذا التّمني هل تصير رئيس جمهورية؟ وهل بالتمني تصير مليارديراً؟ ((ليس الإيمان بالتّمني ولا بالتّحلي، ولكن ما وقر في القلب)) بأن تخالط العقيدة لحمك ودمك ((وصدّقه العمل)) 3 ، فإذا كان في القلب ولم يُتَرْجَم إلى أعمال فأنت متمنٍّ ولست مؤمناً حقيقيّاً.
مقتضى الإيمان بالقرآن الكريم
فهل آمنت بقول الله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة﴾؟ والإيمان بالقرآن أليس أحد الأركان؟ فإذا لم تؤمن بالقرآن فأنت كافر، فهذه آية فهل آمنت بها؟ فعندما تؤمن بالثّعبان وبحقيقته فهل تضع أصبعك في فمه؟ وعندما تؤمن بالشّيك وقد قدّمه لك أحدهم بمئة ألف دولار وتؤمن أنّه صحيح، فهذا الإيمان يقتضي منك أن تأخذ الشّيك أم أن ترفضه؟ هذا الإيمان الحقيقي الذي يسعد الإنسان في حياته الجسديّة وفي العالم الرّوحي الأبدي الخالد، والآن نحن في فرصة ما دامت أرواحنا في أجسادنا، فإذا خرجت الأرواح من الأجساد ذهبت الفرصة ولا عودة ولا استدراك، فنسأل الله عزَّ وجلَّ أن يرزقنا التّوفيق بألّا نضيّع من أوقاتنا في حياتنا دقيقة أو ثانية واحدة، فهل أنتم مستعدّون أن تفكّوا رهنكم يوم القيامة وتخرجوا أنفسكم من محبسها بالأعمال الصّالحة والإيمان الصّادق الذي يُنتج العمل الصّالح، ويستلزم الجليس والرّفيق الصّالح والمجلس الصّالح؟ أمّا بالتّمني والاستماع فقط فلا يكفي، مع أنك قد تتلذّذ، ولكن إذا لم يخرج إلى حيّز العمل والواقع فيكون حجّة الله عليك وتعذّب مرّتين؛ مرّة على ترك الواجب ومرّة لأنّك عرفت الواجب وعملت بخلافه.
﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة﴾ محبوسة عن مقام سعادتها وجنّتها ﴿إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِين﴾ [المدثر: 39] أصحاب اليمين الذين أخذوا كتاب الله بيمينهم ﴿يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾ [مريم: 12] فإذا أخذت كتاباً من رئيس الجمهوريّة باليمين والقوّة فيعني أن تفهمه تماماً وتعمل بمقتضاه بلا أيّ نقصان، فهؤلاء هم أصحاب اليمين.
﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِه﴾ [الانشقاق: 10] وجعل القرآن مهجوراً فهذا ليس من أصحاب اليمين، وزارع القمح لا يحصد شعيراً، وزارع الشّعير لا يحصد قمحاً.
سيحصد عبد الله ما كان زارعاً فطوبى لعبد كان لله يزرع
فهل تؤمنون بقوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة﴾؟ فإذا آمنت باللّيرة الذّهبيّة العثمانيّة أو الإنكليزيّة، وقدّمها أحدهم لك وأنت مؤمن بها فما مقتضى الإيمان؟ هل ترميها أو ترفضها؟
فهل أنتم مؤمنون بهذه الآية؟ أليس الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه؟ فلن نتكلم الآن عن كل الكتب، بل عن القرآن، وهذه آية من القرآن، وهذه وحدها إذا آمنّا بها الإيمان الحقيقي- واللهِ- ستسعدنا في الدّنيا والآخرة.. ففي الطّبّ حتّى تأخذ لقب الطّبيب تحتاج لمدرسة الطّبّ وأساتذة كلّيّة الطّبّ، ولتصبح رياضيّاً تحتاج للمدّرب الرّياضي والنّادي الرّياضي، أمّا بلا نادي وبلا مدرّب وتتمنى أن تصبح مثل محمد علي كلاي، فليس الإيمان بالتّمني ولا بالتّحلّي.
من هم الذين لن يرتهنوا يوم القيامة بما كسبوا؟
قال: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة﴾ هل ستكونون غداً مرهونين ومحبوسين يوم القيامة؟ فهل هناك استثناءات؟ فكلّ نفس يعني كل إنسان؛ سواء الشّيخ والمفتي والقاضي والرّئيس والوزير وأبو بكر وكلهم، ﴿إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِين﴾ الذين أخذوا كتاب الله بأيمانهم؛ بقوّة العمل والإيمان والتّصديق والتّنفيذ في أنفسهم وفي نشره في مجتمعهم، وبكلّ ما يملكون من طاقة للنّهوض بالجنس البشري.
قال: ﴿إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِين﴾ فهؤلاء يخرجون من السّجن وقد لا يوقفون في السّجن، وقد قال الله تعالى عن المجرمين: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَام﴾ [الرحمن: 41] وقال تعالى: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ [آل عمران: 106].
مصير أصحاب اليمين
فأصحاب اليمين غير محبوسين، إذاً أين هم؟ قال: ﴿فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُون (40) عَنِ الْمُجْرِمِين (41)﴾ [المدثر: 40-41] فهم ليسوا في السّجون، بل في جنات يتساءلون عن المجرمين؛ عن فلان المجرم، فمن المجرم؟ الذي أتاه أمر الله فرفضه ولم يمتثله وأعرض عنه وأصغى إلى أهوائه وشهواته الحقيرة وآثر مجالس البطالة والجهالة والجُهلاء على مجالس العلم والفضائل والحكمة والحكماء.
فأصحاب اليمين ليسوا محبوسين، إنّما هم في جنّات ويتساءلون.. فيتراءى لهم أصحاب جهنّم الذين أعرضوا عن رسالة الله وشرَدوا عن مدرسة الله ولم يلتزموا مجالس العلماء الحكماء الفضلاء الأطبّاء للنّفوس والعقول، فيتساءلون ﴿عَنِ الْمُجْرِمِين﴾ ويصير هناك اتصال، أليس هناك اتصال تلفزيوني وتلفوني ولاسلكي؟ هذا بالنّسبة لطاقة الإنسان الضّعيفة، أمّا بالنّسبة للطّاقة الإلهيّة في عالم السّماء فهي بلا ريب أعظم وأكبر.
يسألون المجرمين: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَر﴾ [المدثر: 42] ما الذي أوصلكم إلى هذا الدّرك الأسفل وهذا المصير الشّقي وهذا المصير المشؤوم التعيس؟
حقيقة الصّلاة المطلوبة
ما الذي أوصلكم؟ ﴿قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين﴾ [المدثر: 43] فالصّلاة بحسب الحقيقة هي مدرسة الله، وأستاذها الله، وتلميذها العقلُ ليفهم ويتدبّر كلام الله ومعدةُ القلبِ والرّوحِ لتهضم كلام الله، فتحوّله إلى عمل جسدي أو نفسي أو فكري أو أخلاقي، فالصّلاة كما وصفها القرآن ﴿تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾ [العنكبوت: 45]، والصّلاة لمن فهم الصّلاة، قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُون (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُون (2)﴾ [المؤمنون: 1-2] الخشوع: صلاة القلب، فيصلّي بجسده ركوعاً وسجوداً، ويصلّي بقلبه ذكراً وحضوراً وخشوعاً، لذلك كلّ كلمة وكلّ حركة من المصلّي الخاشع في الصّلاة تنقلب فيه إلى أعمال فاضلة وإلى أفكار عالية وإلى حكمة صائبة وإلى نجاح في الحياة وإلى سعادة في النّفس وانتصار بالمعارك، قال تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين﴾ [الروم: 47] وإلى النّجاة والخلاص من المآزق، وقال أيضاً: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ [الطلاق: 4].
﴿قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين﴾ [المدثر: 43] أين مدرسة الصّلاة؟ هل الصّلاة أن تركع وتسجد؟ فالطّفل يركع ويسجد لكن ماذا فهم؟ وماذا أثمرت له الصّلاة؟ كان النبي ﷺ يقول: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة)) 4 فأسعد أوقاته عندما يكون مع الله عزَّ وجلَّ في صلاته، يحدّث اللهَ عندما يقول: ﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين﴾ [الفاتحة: 2] وعندما يقرأ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين﴾ [الفاتحة: 5] ويحدّثه اللهُ عندما يقرأ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41] وعندما يكلّمه الله ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُون (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُون ﴾ [المؤمنون: 1-2] فالصّلاة مناجاة وتبادل الأحاديث بين الله خالقِ الكون وبين الإنسان ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ﴾ [الحديد: 4] وهو معكم إذا كنتم معه في دافع الحبّ والشّوق والإقبال عليه.
﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَر (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين (43)﴾ [المدثر: 42-43] فليس المهمّ أن تصلّي في جسدك فقط، بل أن تصلّي في فهمك وعقلك وفكرك وأن تفهم الصّلاة في تلاوتك وفي تكبيرك وفي تسبيحك وفي تحيّاتك، ففي آخر الصّلاة عندما تقول: “التّحيات لله المباركات” فأنت تسلّم على الله، فهل تلاحظ أنّك مع الله فتسلّم عليه؟ وعندما تقول: “السلام عليك أيها النبي” فهل تلاحظ روحانيّة النّبي ﷺ وأنّها معك وتسلّم عليها؟ قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ﴾ ونجح ﴿الْمُؤْمِنُون (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُون﴾ [المؤمنون: 1-2].
﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَر (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين﴾ [المدثر: 42-43] سواء تارك الصّلاة أبداً أو كان يصلّي بجسده، لكن لا يصلّي بفكره وفهمه للصّلاة أو بقلبه وروحه خشوعاً وذكراً وحضوراً.
كيف تكون مساعدة الفقراء؟
﴿وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِين﴾ [المدثر: 44] في هذا العصر قالوا: “الاشتراكيّة والشّيوعيّة” لأجل ألّا يكون في المجتمع بائس أو فقير جائع أو إنسان عائل أو مريض لا يجد من يسعفه، بينما الدّين يقول: إذا لم يعتنِ الإنسان القوّي الغني بالإنسان الضّعيف الفقير فسيبقى محبوساً في رهنه وفي سجنه يوم القيامة؛ لأنّه لم يكن يطعم المسكين وإذا لم يجد ما يطعم لأنّه لا يمتلك فائضاً، قال: ﴿وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين﴾ [الحاقة: 34] فلم يوجب الله على الأغنياء أن يساعدوا الفقراء فقط، بل أوجب على غير الغني أن يحضّ الأغنياء ويحثّهم على مساعدة الفقراء والضّعفاء، فريضة دينيّة عقائديّة مسؤولاً عنها في الأرض وفي السّماء، في الدّنيا وفي الآخرة، فهذه المعاني حبر على الورق ليست في العقول فكرة ولا في القلوب عقيدة ولا في الواقع حياة مشاهدةً، ولذلك عندما نقول: “مسلمين” فنظلم الإسلام بانتسابنا إليه، كما يقول الشّاعر
طلع الدّين مستغيثاً إلى الله وقال العباد قد ظلموني يتسمّون بي وحقّك لا أعرف منهم أحداً ولا يعرفوني
الخوض مع الخائضين
﴿قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين﴾ [المدثر: 43] المصلّون الحقيقيّون هم الذين تنهاهم الصّلاة عن الفحشاء والمنكر، ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فهو يصلّي لكن يفعل المنكر، ويصلّي لكن يفعل الفحشاء بلسانه أو بيده أو بمجالسه أو بأصحابه أو بسهراته أو بأصدقائه ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً)) 5 ، فالصّلاة للقرب من الله عزَّ وجلَّ ومن أخلاق الله ومن حكمته ومن صفته، لكن هذا المصلي مع الفحشاء على العكس، لأنّه لم يعرف الصّلاة التي يريد تأديتها كيف يؤدّيها، تعلّم تغسيل أعضاء البدن لكن لم يتعلّم تغسيل القلب من الغفلات والشّهوات والميول التي لا ترضي الله عز وجل.
﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِين﴾ [المدثر: 45] إذا جلسنا في مجلس كذب نخوض معهم في بحر الكذب، وفي مجلس الغيبة نخوض معهم في الغيبة، وفي مجلس الحسد نخوض معهم في الحسد، وفي مجلس انتقاص النّاس ننقّص النّاس، وفي ذم من لا يستحقّون الذّم نذمّ، وفي الأذى نؤذي، وفي الإبعاد عن الخير نبعد النّاس عن الخير، ونخوض في الباطل، ونخوض في الحرام بأقوالنا وأعمالنا وتذكيرنا ومجالسنا وسهراتنا وأصحابنا.
ما الذي سيوصل الناس لسقر؟
فالذي أوصلهم إلى سقر كم واحدة؟ أولاً: ﴿لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين﴾ ما الذي أبقاهم في الحبس فلم يخرجوا؟ ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة﴾ [المدثر: 38].
﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَر﴾ أول أمر: ﴿لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين﴾ هل الصّلاة الجسديّة أم صلاة الجسد والفكر والفهم والقلب والحضور والخشوع والتي تنهى عن الفحشاء والمنكر؟
﴿وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِين﴾ [المدثر: 44] كان النّبيّ ﷺ يقول: ((ما آمن بي- ساعة من نهار- من أمسى شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم)) 6 ، إذا عرفت أن هناك جائع في بلدك وتستطيع أن تساعده فلم تساعده فالنّبيّ ﷺ يقول: أنت لم تشم رائحة الإيمان ولا ساعة في حياتك.. صار العالَم الآن كقرية صغيرة فشعب متخم بالطّعام وشعب خاوي يكاد يسقط من الجوع، فهذا الشّعب الشّبعان لو ادّعى الإيمان، فالنّبيّ ﷺ يجرّده من الإيمان ما دام هناك إنسان جائع أو بائس أو مريض لا يجد دواءً أو مظلوم مقهور لا يجد ناصراً.
﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَر﴾ [المدثر: 42] فما رأيكم؟ هل تريدون أن تصيروا من أهل سقر؟ إن أردتم أن تصيروا فبشرائط، وأول شرط: ﴿لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين﴾ أيّ صلاة؟ الصّلاة التي فرضها الله، وهي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُون﴾ [المؤمنون: 2].
﴿وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِين (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِين﴾ [المدثر: 45] إذا خاضوا في الكذب نكذب معهم، وإذا خاضوا في النّفاق ننافق معهم، وإذا خاضوا في الباطل نخوض في الباطل، وإذا خاضوا في الظّلم نخوض في الظّلم، وإذا خاضوا في الحسد نخوض في الحسد، وإذا خاضوا في الكذب نخوض في الكذب، وإذا خاضوا في الإيذاء نخوض في الإيذاء.
﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِين (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّين (46)﴾ [المدثر: 45-46] الدّين: هو الحساب والجزاء، كما تدين تدان، ألا يقال: “أنت مدان”؟ معنى مدان: يعني أنّك مذنب وتستحق العقوبة على جنايتك وستدان على ما فعلت.. فيا أيها المسلم وأيها المؤمن وأيها المسيحي هل أنت مصدّق بيوم الدين؟ والإدانة ويوم القيامة موجود في كلّ الأديان، وأنت أيتها المؤمنة مسلمة كنت أو مسيحية أو يهودية فهل أنت مؤمنة بالإدانة الإلهيّة؟ قد لا تُدِينك الدّولة في الدّنيا وقد لا يدينك صاحب الحقّ فيأخذ حقّه، أمّا في المحكمة الإلهيّة فتعرض أعمالك أمام الحاكم الذي لا يرتشي ولا يضيع حقّ مظلوم ولو كان طفلاً صغيراً، وهناك في كتاب ﴿لاَ يُغَادِرُ﴾ [الكهف: 49] يعني لا يترك ولا يهمل من أعمالك ﴿صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا﴾ [الكهف: 49] فكلّ أعمالك مسجّلة عليك، فأمام ربّ العالمين الذي خلقك من الحيوان المنوي ثمّ جعل منك الإنسان السّوي فحسابك هناك، فهل أنت مؤمن بيوم القيامة ويوم الحساب؟ هذا علم ينتقش في النّفس وفي القلب وفي العقل فهل بحثت عن هذا المعلّم حتّى تتعلّم وتَعْلَم وتؤمن وتتيقّن بيوم الدّين؟
﴿مَـالِكِ يَوْمِ الدِّين﴾ [الفاتحة: 4] هل يخطر يوم الدين على بالك وأنت تقرأ الفاتحة؟ ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّين (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّين (18) يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا﴾ [الانفطار: 17-19] لا يستطيع أبوك ولا أمّك ولا الأنبياء أن يخلّصوك ﴿وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّه﴾ [الانفطار: 19].
وقانونه: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا﴾ [الزلزلة: 7] فلو عملت من الخير مثقال ذرة ﴿يَرَه﴾ يعني يرى ثوابه والمكافأة عليه ﴿وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه﴾ [الزلزلة: 8] يعني يرى العقوبة والقصاص عليه مهما كان شأن ذلك الإنسان.
﴿وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّين (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِين﴾ [المدثر: 46-47] اليقين: الموت، موت الجسد وخروج الرّوح والنّفس من سجنها الجسدي، نحن الآن مسجونون في هذا القفص الجسدي، والموت انطلاق الرّوح من هذا الجسد إلى عالم الرّوح، ومن عالم الرّوح إلى عالم الخلود والأبد، وهناك إمّا سعادة الأبد أو شقاء الأبد.
﴿حَتَّى أَتَانَا الْيَقِين﴾ [المدثر: 47] الموت، فنحن الآن نؤمن إيماناً غيبيّاً بالقيامة وبالحساب وبقوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة﴾ أمّا في الموت فينقلب الإيمان الغيبي والتّصديق الغيبي إلى يقين، فيصير مشاهداً لنا، ونحن في ذلك المشهد وفي تلك المحكمة.
مصير أصحاب سقر في الآخرة
﴿فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِين﴾ [المدثر: 48] عند بعض الأديان أنّ النّبيّ يشفع لهم، فهل معنى وجود الشّفاعة أن افعل الجرائم وأنّ النّبيّ يشجّعك عليها ويخلّصك من مسؤوليّتها؟ فإذاً صار النّبيّ بهذا المعنى مرغّباً ودافعاً على الظّلم والعدوان والفواحش وأن تبقى متخلّفاً وغريقاً في بحار الرّذائل.
﴿حَتَّى أَتَانَا الْيَقِين (47) فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِين (48) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِين﴾ [المدثر: 47-49] يذكّرك القرآن وينبّه قواك الفكريّة لتستعد للحقائق اليقينيّة، فهل استعددت؟ وهل فهمت رسالة الله؟ وهل حوّلتها من سماع إلى فهم وإلى يقين وإلى عمل وإلى تعليم للآخرين؟
﴿فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِين﴾ [المدثر: 49] عندما بلّغ النبي ﷺ العرب هذه الرّسالات الإلهيّة كانوا يعرضون عنه ويتكلّمون فيه ويخوضون فيه، وكلّ واحد من الكفرة ومن الوثنيّين يتكلّم كما يحلو له، وكلّ واحد له دافع من الدّوافع.
﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَة﴾ [المدثر: 50] كانوا يعرضون وينفرون ويبتعدون عن مجالس العلم السّماوي والمعلّم الرّبّاني، فكانوا ينفرون منه كأنّهم حمرٌ، الحمر: جمع حمار، حمار وحمار حمارين، مع واحد ثالث يقال لهم: حمر أو حمير.
﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَة (50) فَرَّتْ مِن قَسْوَرَة (51)﴾ [المدثر: 50-51] القسورة: هو الأسد أو الصّياد، فحمار الوحش إذا رأى الأسد كيف يهرب منه؟ قال: هكذا كانوا يفرّون ويبتعدون عن مجالس العلم والحكمة وحياة العقل والقلب كما تفرّ الحمير المتوحّشة من الأسد إذا صار اللّقاء بينهما.
﴿بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَة﴾ [المدثر: 52] كانوا يقولون للنّبيّ ﷺ: نحن لا نصدّقك حتّى تأتي لنا بكتاب يسمّى باسمنا؛ باسم أبي جهل وأبي لهب أنّك مرسل من طرف الله والله يشهد والملائكة.. نسأل الله العافية من الشّقاء ومن الخذلان، مثل: إذا قلتُ لكم هذه لفّتي بيضاء [وهي بيضاء في الحقيقة] فيقول أحدهم: لا نصدّق حتّى يأتينا كتاب من السّماء والملائكة تشهد أنّها بيضاء، إذاً أين عيونك؟! وأين عقلك؟! فعطّلوا عقولهم وعطّلوا مداركهم حتّى صاروا ﴿أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُون﴾ [النحل: 21] وليس الميّت الذي يموت جسده، وإنّما الميّت الذي يموت عقله وفكره وقلبه.
﴿كَلاَّ بَل لاَ يَخَافُونَ الآخِرَة﴾ [المدثر: 53] لا يوجد عندهم إيمان بمحكمة الله ومحاكمة الله، فمحاكمة الله قسمان: منها سريع في الدّنيا كما حاكم الله فرعون وثمود وعاداً، فأهلكهم في الدّنيا، وقوم نوح بالغرق، والنّاس بمُفْرَداتهم قد يُؤاخذون ببعض ذنوبهم في الدّنيا، والآخَر: في الدّار الآخرة.
﴿كَلاَّ بَل لاَ يَخَافُونَ الآخِرَة (53) كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَة (54)﴾ [المدثر: 53-54] يقول الله عزَّ وجلَّ: أذكّركم وأصحّيكم وأغذّي عقولكم ﴿فَمَن شَاء ذَكَرَه﴾ [المدثر: 55] فأعطيتك كامل الاختيار، فهل شجرة المشمش تستطيع أن تحمل صبّاراً؟ فهل لها اختيار؟ وهل شجرة الجوز تستطيع أن تثمر مشمشاً؟ أمّا أنت أيّها الإنسان فقد ترك الله لك الخيار أن تعمل الخير إن شئت أو أن تعمل الشّرّ، وكرّمك وجعل قيادتك بيدك تكريماً لك وأعطاك الحرّيّة الكاملة.
﴿وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ﴾ [المدثر: 56] فمن يشاء الله أن يتذكّر، والذي يُقبِل بقلبه وعقله على الحقيقة ليتفهّمها ويعمل بمقتضاها فإن الله أهل للتقوى: ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى﴾ فالله أهل وجدير بأن يُتّقى وبأن تُستجاب أوامره وأن تُتجنب محارمه ونواهيه، ﴿وَأَهْلُ الْمَغْفِرَة﴾ [المدثر: 56] لمن تاب من ذنوبه ورجع عن أخطائه وسلك الصراط المستقيم وصاحب أهل التّقوى وأهل الحكمة، فالله أهل لأن يغفر له، كما أن الله أهل لأن يُحذَر عقابه ويُرْجَى ثوابه.
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
مُلْحَق
ترحيب بالضيوف الدانماركيين
وأكرر ترحيبي بإخواننا الدّانماركيين الذين شاركونا في هذا المجلس وبالأخوات الدّانماركيات كذلك، وأسأل الله عز وجل أن يعرّف العالَمين الإسلامي والمسيحي وكلّ العالَم بالرّسالة السماوية الأخيرة التي جمعت رسالة إبراهيم وموسى وعيسى، وكانت الخاتمة بأن يكون النّاس أمّة واحدة تحكمهم دولة عالميّة واحدة.
وصلَّى الله على سيِّدنا مُحمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله رب العالمين.
Amiri Font
الحواشي
- في الحديث ما يشبه هذا الوصف: أخرج مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة، ينادي منادٍ: إنَّ لكم أن تَحيَوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تصِحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تشِبّوا فلا تهرموا أبداً..)) (2837)، كتاب الجنة، باب دوام نعيم أهل الجنة. وأيضاً في سنن الترمذي، كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة الجنة ونعيمها، رقم: (2526)، (4/ 672)، ومسند الإمام أحمد بن حنبل، رقم: (8030)، (2/ 304)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، بلفظ: ((قلنا الجنة ما بناؤها؟ قال لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ الياقوت وتربتها الزعفران من دخلها ينعم ولا ييأس ويخلد ولا يموت لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم)).
- متفق عليه، صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}، رقم: (7000)، (6/2704)، صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، رقم: (182)، (1/ 163)، سنن الدرامي، كتاب الرقاق، باب النظر إلى الله تعالى، رقم: (2801)، (2/419)، عن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
- ورد الحديث مرفوعًا في أمالي ابن بشران برقم: 47 عن قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: "لَيْسَ الإِيمَانُ بِالتَّمَنِّي، وَلا بِالتَّحَلِّي، لَكِنْ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ، وَصَدَّقَهُ الْفِعْلُ، الْعِلْمُ عِلْمَانِ: عِلْمٌ بِاللِّسَانِ، وَعِلْمٌ بِالْقَلْبِ، فَعِلْمُ الْقَلْبِ الْعِلْمُ النَّافِعُ، وَعِلْمُ اللِّسَانِ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى بَنِي آدَمَ". وورد مقطوعًا عن قتادة وعن الحسن انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج: 9 ص: 559 ومعالم التنزيل تفسير البغوي عند تفسير سورة فاطر الآية 10. وورد في: حلية الأولياء: أبو نعيم، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: (3/272). وورد عن الحسن رضي الله عنه: ((ليس الإيمان بالتَّحلِّي ولا بالتَّمنِّي، ولكنَّ الإيمان ما وَقَر في القلب وصدَّقه العمل)) شعب الإيمان، البيهقي، رقم: (65)، (1/158).
- سنن النسائي، كتاب عشرة النساء، باب حب النساء، رقم: (3940)، ولفظه: ((حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ)). وأحمد (13079) عن أنس بن مالك.
- المعجم الكبير للطبراني، رقم: (11025)، (11/54)، عن ابن عباس رضي الله عنهما، مسند الشهاب القضاعي، رقم: (508)، (1/305)، معجم ابن الأعرابي، رقم: (1954)، (3/926)، عَنِ الْحَسَنِ رضي الله عنه.
- المعجم الكبير للطبراني، رقم: (755)، (1/ 259)، مسند الفردوس للديلمي، رقم: (8447)، (2/61)، عن أَنَسُ بن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بلفظ: ((مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ)). والبخاري في الأدب المفرد، (112).