تاريخ الدرس: 1978/12/17

في رحاب الآداب والأخلاق

مدة الدرس: 01:00:38

في رحاب الآداب والأخلاق (6): آداب الإمارة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسَّلام على سيِّدنا مُحمَّد وعلى آله وصحبه وسلم.

ميزة الإسلام عن بقية الأديان

يجمع الإسلام في دائرته خير الدنيا والآخرة عِلماً وعملاً، وهذه ميّزة الإسلام عن بقية الأديان، وقد جعله الله خاتمة الأديان، ومعنى ذلك قوله تعالى: ﴿ما فرَّطنا في الكتاب من شيء [سورة الأنعام: 38]، ولكن للأسف مثل هذه الأبحاث لا تُقرَّأ ولا تُعَلَّم في المعاهد الدينية الإسلامية، فطالب العِلم لا يقرأها مع أنها جزء من الإسلام، كما أنّ الصلاة والصوم وأحكام المعاملات وأحكام القُضاء والشهادات والطهارات كذلك هذه الأبحاث من الإسلام، لذلك كان العالِم يتخرّج وهو يفهم أمور العِبادة، وهذا بالنسبة لزماننا [زمن شباب سماحة الشيخ]، أمَّا الآن فإنّ المعاهد أصبح الأمرُ فيها من الفقر والضحالة بحيث يتخرَّج طالب العلم وهو لا يَفهم الدّين ولا الدنيا وذلك في كل المعاهد، إلَّا المعاهد الخاصة التي يشرف عليها عُلماء وأحرار وذلك بِقَدَر ما تساعدهم الظروف، فيتخرَّج طالب العِلم متعلّماً وثرياً بالثقافة الإسلامية أكثر.

السُلْطَانُ ظِلُّ اللهِ في الأرض

الباب الأول: في الترغيب في الإمارة، فهناك أُناس يقولون: هذه دنيا! وإن قلت له: توظف عند الدولة، فيقول: لا أ تَوَظَّف.. وقبل أربعين وخمسين سنة، كان هناك بعض من المتديِّنين يرفضون الوظيفة ورعاً، وذلك على أنّه يجب على الشخص أن لا يأخذ من مال الدولة ولا يكون عامِلاً ومساعداً في كيان وبِناء الدولة، فلِنسمع النبي صلى الله عليه وسَلَّم ماذا يتكَلَّم؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((السُلْطَانُ ظِلُّ اللهِ في الأرض، فمن أكرَمَهُ أكرَمَهُ الله، ومن أهَانَهُ أهَانَهُ الله)) 1 فإذا كانت الإمامة بمعنى العمل الحكومي أو العمل الذي يتعلق بالحِفاظ على الأمّة والاهتمام بشؤونها في أمنِها وفي صحتها وفي اقتصادها وفي كل شيء، فعلى هذا يعتَبِر الإسلام السلطان خليفة، والخليفة ظِلّ، والظلّ يتحرك بحركة الأصل، فهذا ترغيب ليَحْكُم المرء، ولكِن مثل الترغيب في الصلاة، فكما لا يجوز أن يقوم العبد بالصلاة حتى يكون مستكملاً لشرائِطها؛ وكذلك لا يُصبِح المرء حَاكِماً ولا يُصبِح سلطاناً ولا يُصبح خليفة حتى يكون أهلاً لذلك، فيخرج مِنْ أَنانيته ومن رغباته إلى رغبات الله وإلى مَرضِيات الله، فعندما يخرج عن أنانيته يصبح على مَرضيات الله في خدمة أُمَّته.. سيدنا عمر رضي الله عنه في عام الرمادة وعام المجاعة لم يَذُق اللحم ثمانية أشهر، وقال: “والله لا آكل اللحم حتى يأكل اللحم عموم المسلمين” 2 ، فكم يحتاج الإنسان من إعداد لِتَوَلِّي الشؤون العامة في الإسلام كأبي بكر رضي الله عنه، ويتولَّى كَعمر رضي الله عنه، ويتولَّى كَعثمان رضي الله عنه، ويتولَّى كَعَلي رضي الله عنه، ويتولّى كَعمر بن عبد العزيز، وكَنور الدين الشهيد، وكَصلاح الدين الأيوبي، فالذي يرى سيرتهم ينظر إلى ملكٍ في زيِّ مسكين

هذا الذي عَظُمَت في الناس سيرَتُه وذاكَ يصلُحُ للدنيا وللدِين

فهل تُهيئ جامِعاتنا وكلياتنا هذا الشيء؟ لذلك العرب اليوم اثنان وعشرون دولة.

وقال صلى الله عليه وسلم: ((السلطان ظِلُّ الله في الأرض، يأوي إليه كلُ مظلومٍ من عِباده))، كما يأوي الذي يمشي في حرارة الشمس إلى الظِلال لينعُم بها ويتَّقي بها حرارة الشمس، كذلك الضعيف المظلوم يرى من الحاكم مأوى له، يَفِرُّ من مظلوميَّته ومن ضَياعِ حَقِّهِ ومن العدوان عليه، وبمجرد لجوئه إليه يجد مأموله ورغبته، أما الآن فإذا ذهب شخص إلى القضاء والمحاكم وهو مظلوم، يبقى سنة وسنتين وثلاثة وخمسة وعشرة، ويموت ولا يحقق ما يريد.. سيدنا عمر رضي الله عنه تولى القضاء في خلافة أبي بكر سنتين ثم طلب الاستقالة، فقال له: هل ضايقك أحد؟ قال له: “لا، ولكن لم يأتِني مظلوم ولا ضعيف يشكو” 3 ، فالآن كم بلغ الإنسان في الرُقي الثقافي؟ لكنه ما وصل إلى ما وصل إليه المسلمون في ظِلال التربية والثقافة الإسلامية، ولكن مفهوم الإسلام عند أكثر الناس مقصور على أنه شيء يتعلق بالدين، ثم إن الفئة التي ترَبَّتْ وتَغَذَّت على ثَدي أَعداء المسلمين يفهمون الإسلام على أنه تخلُّف، ويشَوِهُون الواقع والمجتمع، ولا يرون جمال الإسلام.

يوجد أخ من إخوانكم وهو مهندِس الآن في أميركا، بلغني عنه من مدّة تزوَّج من إسبانيّة وأدخلها الإسلام، وهي مُغطاة ومُحْتَشِمة ومُصَلِّية، بلغني الآن أنه طلَّقها أو سَيُطَلِّقها، والسبب أنه لـمَّا جاءت معه ورأتْ أهله متبرجين وبعيدين عن الدّين قالت له: إذا كان لا يوجد لديكم أنتم دِين فأنا لماذا أتمسك بالدّين؟ ومن هنا بدأت المسألة بالخراب.. ومرَّة جاءتني صحفية هولندية اعتنقت الإسلام وأثناء حديث طويل أصبحت تشتمنا كثيراً، وقالت: أنتم لستم مسلمين.. وقد دخلت الإسلام من طريق الدراسة، فجاءت إلى بلاد المسلمين حتى ترى المسلمين وتزداد إيماناً وإسلاماً -هذه ليست مثل الإسبانية التي أسلمت متابعة لزوجها، ولكنها أسلمت عن دراسة وقناعة- قالت لي: حديث طلوع الشمس من مغربها ليس كما تفهمونه أنتم! فتخرج الشمس من مغربها أنّ شمس الإسلام ستبزغ من الغرب ونأتِي وندخِلكم في الإسلام.. فكم نحن المسلمون وبكل طبقاتنا مقصرون! وعندما يكون الإسلام على هذا المستوى؛ فهل هو دِين يُهمَل فلا يُدرَس ودِين يُدفن فلا يُنشر؟ والسبب أننا نفقد العالِم والمعلّم الإسلامي الصحيح في ميدان العِلم وفي ميدان التربية وفي ميدان الفِكر وفي ميدان العمل وفي ميدان السلوك.

من الآداب الإسلامية تجاه الخليفة

قال صلى الله عليه وسلم في تتمة الحديث السابق: ((يَأْوِي إِلَيْهِ كُلُّ مَظْلُومٍ مِنْ عِبَادِهِ، فَإِن عَدَلَ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ وَعَلَى الرَّعِيَّةِ الشُّكْرُ، وَإِن جَارَ أو حاف أو ظلمَ كَانَ عَلَيْهِ الوزْر وَعَلَى الرَّعِيَّةِ الصَّبْرُ)) 4 ، هذا أدب من الآداب الإسلامية للمسلمين تجاه الخليفة، قال: قد يعدِل، فإذا كان عادلاً -وهو المطلوب- كان له الأجر وعلى الرعية الشكر، لكن لو ظهر منه جَور أو حَيف وعُدوان أو ظُلم، وصارت هناك قضية أو قضيتان فهل نقوم مباشرة بثورة؟ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يُرَجِّح الثورة لأنه يُتوقَّع بأنَّ الثورة سينشأ منها مفاسد أكبر، فتتحمل ظُلامَة وظُلامتَين وثلاث وأربع أفضل من أن تتحمل ظُلامة إراقة الدماء وتَفَسُّخ الأمّة، ولذلك لما صار هناك خلاف بين سيدنا علي رضي الله عنه وسيدنا معاوية طمعت الروم باسترداد بلاد الشام، إلى أن هدد معاوية بسياسته ملك الرومان، وقال له: إذا كنت تَطمَع في مُحاربتي فأنا أتصالح مع ابن عمي ونُشَكِّل من الجيشين جيشاً واحداً ونزحف إليكم.

فالثورة.. مثل الآن قضية إيران، من سيستغلّها؟ سيستغلها الشيوعيون، والمشايخ غير فاهمين، ومع أن الشاه حكمه غير إسلامي، لكنه على كل حال ففيه شيء من الحرية، فإذا كُنَّا سنثور ونقع بما هو أسوأ فالحكمة دائماً تقتضي بأن ننتقل من الحَسن إلى الأحسن، أمَّا إذا كان من الحسن إلى السيِّئ ومن الخير إلى الأقل خيراً فهذا التَصَرُّف ليس تَصَرُّفاً حَكِيماً، وهناك حديث: ((اسْمَعُوا وَأَطِيعوا وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيُّ أسود رأسهُ كزبيبة مَا أَقَامَ كِتَابَ اللَّه)) 5 ، وأيضاً من ناحية أُخرى فقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة رضي الله عنهم وأمَّر عليهم أميراً- وهم مأمورون بالسمع والطاعة- فغضب منهم الأمير في طريقه، فقال لهم: “أوقِدوا حطباً”، فأوقدوا ناراً، ثم قال لهم: “ألقوا بأنفسِكم فيها”، فتردد الصحابة رضي الله عنهم، بعضهم قال نُلقي لأنَّنا مأمورون بالطاعة- انظر إلى عظمة الإسلام وإلى أيّ حدّ أوصلَ طاعة الأُمَّة والشعب لحاكمها! مع أنّ ذلك عقلاً ومنطقاً مرفوض- قالوا: أليس النبي صلى الله عليه وسلم أمَّره؟ هؤلاء الحَرفيّون، أما الفئة الثانية فلم يكونوا حَرْفِيين، بل ينظروا إلى روح الأمر، فقالوا: نُطيعه فيما يتناسب مع مصلحة المسلمين، فلم يُطيعوه، واختلفوا ثم تصالحوا وانتهى الأمر.. ولـمَّا بَلَغ الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا، لا طَاعَةَ لمخلوقٍ في معْصِيةِ الخَالق)) 6 .

ألا يجب أن يتثقف المسلم بكل هذه الأحاديث؟ فيجب أن يَتَثَقَّف بها ويتفهَّمها ويهضمُها كما يَهْضم أحكام الوضوء والطهارة والنجاسة، يعني هل يصَلِّي الإِنسان بثوب نَجِس؟ يصلي بثوب طاهر لأنه مُتَدَيِّن على حدّ قوله، وهل يستقبل غير القبلة؟ يستقبل القبلة لأنّه صاحب ديْن، أما في مثل هذه الميادين فالإسلام لا أحد يعرفه؟ هذه الثقافة يجب أن تكون كُتباً مختصرة للابتدائي وللإعدادي وللثانوي وللجامعي، ومع التربية ومع الأخلاق، ولـمَّا يخرج الحاكم سواء أكان قاضيًا أو ضابطًا أو جنديًا أو وزيرًا أو موظَّفًا مثقفاً بثقافة إسلامية فكيف يكون حال المجتمع؟

تتمة الحديث: ((وَإِن جَارَ أو حاف أو ظلمَ كَانَ عَلَيْهِ الوزْر وَعَلَى الرَّعِيَّةِ الصَّبْرُ)) فلا نُنشِئ فِتَناً ولا نُنشِئ انقسامات، ولا نجعل العرب جزأين والدولة دولتين والحكم حكمين، ومن ثَم يطمع بِنا العدو ونقع في الضعف ونقع في التخلُّف، فالفتنة بين سيدنا علي رضي الله عنه وسيدنا معاوية منذ أربعة عشر قرن وما كُنَّا إلى الآن ننتهي من آثارِها.

إذا جارت الولاة قَحَطَتِ السماء

قال صلى الله عليه وسلم في تتمة الحديث: ((وإذا جارت الولاة قَحَطَتِ السماء)) هذه الأمور لا يُدرِكها الإنسان بعقله المادي، فما علاقة الجور والظُلم بعدم نزول المطر؟ هذا يدل على أنَّ هناك قوانين معنوية أثيريّة إلى هذا الوقت لم يعرف الإنسان ارتباطها في الأمور الأرضية والأمور المادية، أمَّا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فقد عرفوا ذلك بثقافتهم وباعتبار أنهم كانوا ينظرون بنور الله ويسمعون بِسَمعِ الله ويُدرِكون بعِلم الله.

إذا مُنِعت الزكاة هَلَكَت المواشي

((وَإِذَا جَارَتِ الْوُلَاةُ قَحِطَتِ السَّمَاءُ، وَإِذَا مُنِعَتِ الزَّكَاةُ هَلَكَتِ الْمَوَاشِي)) عندما كانت الزكاة منتشرة قبل خمسين سنة، توافرت كل أنواع الأغذية؛ من زيوت وسمن وحبوب.. وكان التصدير بشكل واسع، وكانت الأمطار تواصل عشرة واثنا عشر وخمسة عشر يوماً وتغرق الأرض، وكانت الأرض كلها خضراء، أما الآن فقد دخل كانون الأول ولم ينزل المطر كما هو المعتاد، فإذاً أين الزكاة؟ أين العدل في القضاء؟ فالمظلوم والضعيف والفقير ومع وجود المحامي وكذا وكذا لا يصل إلى حقه.. لا نقول كل القُضاة، فهناك قُضاة صالحون وعادلون ومستقيمون، لكن العدل لا يتحقق للعموم، والسبب هو التربية، بينما نجد القضاء في أوروبا مؤمَّن فيه العدل، وأفضل من هنا بكثير، فنسبياً أفضل، مثلاً في فرنسا وفي انكلترا لأنَّه يوجد تربية كَنَسية، ويوجد تربية أخلاقية فلسفية في المدارس، ويوجد تربية إنسانية، أما نحن فنسأل الله أن يهيئ ويرحم هذه الأمَّة ويجمع كلمتها.

إذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسْكَنة

قال صلى الله عليه وسلم في تتمة الحديث: ((وَإِذَا ظَهَرَ الزِّنَا ظَهَرَ الْفَقْرُ وَالْمَسْكَنَةُ))، فإذا سيطر الزنا على عقل الشاب لم يَعد يُفكِّر في عمله ولا في إنتاجه ولا في الحفاظ على ماله أو ميراثه من أبيه، فينتقل من غِنى إلى فقر.. والفقر أيضاً يوجب الذلّ والمسكنة، ((وإذا أُخفِرَت الذِمَّة أُديلَ الكُفَّار)) 7 يعني إذا نقض المسلمون المعاهدات السياسية مع أعدائهم من الدول الأجنبية فسيسود نقض العهود وعدم الوفاء بالذمم، وهذا يدل على ضعف أخلاق الأمَّة.. وضعف أخلاقها يقتضي عدم الصمود أمام أعدائها، ولذلك يستولي الكافر على بلاد المسلمين، “فإذا أُخفِرت الذمّة” يعني إذا صار العهد وجاء بعده النقض وليس الوفاء، فإذا باع الآن شخص أو اشترى أو وعد بقضية وحصل له بعد خمس دقائق ما هو أنفع ماديّاً فلا يفي بالعهد.. السبب كله فَقْد المربِّي وفَقد العالِم المُثَقَّف والمهندس البنَّاء، الآن المساجد موجودة، ولكن نُعَمِّر مسجداً ولا نُعَمِّر شيخاً، نُعَمِّر مسجداً ونهدِم الشيخ في حياته ونهدمه في كرامته ونهدمه في سُمعته ونهدمه في حديثه.

يذكر أنَّ هارون الرشيد لـمَّا جاء مؤدِّب أولاده الأمين والمأمون وكان رجلاً أعمى دعاه إلى الغداء، وهو الخليفة الذي وصل مُلكه للهند والسند وللشرق والغرب.. أتى بمؤدِّب الأولاد؛ يعني مُعلِّم الابتدائية، وبعد أن أكل وغَسل يديه، قال له: هل تعرف من صبَّ الماء على يديك؟ فأجاب: لا أعرف، فأنا لا أرى، قال له: أمير المؤمنين بنفسه، فأجاب: لقد كَرَّمت العِلم يا أمير المؤمنين.. هذا مُعلِّم الأولاد هكذا يُكَرِّمه الإمبراطور، ولـمَّا خرج تنازع الأمين والمأمون من سيضع له النعل، فقال له هارون الرشيد: هل تعرف مَنْ المُكَرَّم؟ فقال: أنت يا أمير المؤمنين، قال له: لا، بل المكرّم من يتنازع أولاد أمير المؤمنين على نَعْلَيه.

فلمَّا كان رجل الدولة والإمبراطور هكذا يُكَرِّم الدِّين والعِلم، وبالمستوى ليس العالي وإنما بالمستوى العادي أو دون العادي فكيف يكون حال العرب والعروبة؟ لا تيأسوا.. والله العظيم أنا حسب لقاءاتي ومعرفتي في هذه الحياة أنّ الناس كُلَّهَا بخير، والأرض كلها خصبة، لكن المزارعين ليسوا قليلين فقط، بل أصبحوا أندر من النادر، ولو أتينا الآن بشخص شيوعي أو مَجُوسِيّ أو مُلحِد أو غيرهم فيَسمع الدِّين وفي أي ناحية من نواحيه بمعناه الحقيقي يقول لك: هذا لا نعرفه [هذا شيء نجهله ولا نعرف الدين بهذا الرقي].. خالد بكداش –وهل هناك أعلى من خالد بكداش [في الشيوعية]؟- كان أكثر من مرة يقول لي: والله إنّ هذا الإسلام الذي نسمعه مِنك نضعه على رأسِنا.. بالتأكيد أنه لا يمشي دائمًا، لأن المريض إذا كان يحتاج مئة إبرة فلن نعطيه الحياةَ كلها بإبرة واحدة، وهو يحتاج إلى تكملة ولا نستطيع أن نُكمِل.

لا تسبُّوا السلطان

الحديث الثالث أيضاً: ((لَا تَسُبُّوا السُّلْطَانَ؛ فَإِنَّهُ ظِلُّ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ)) 8 ، والحديث الذي بعده: ((لَا تَسُبُّوا الْأَئِمَّةَ، وَادْعُوا لَهُمْ بِالصَّلَاحِ، فَإِنَّ صَلَاحَهُمْ صَلَاحٌ لَكُمْ)) 9 ، هذا الحديث في هذا الوقت تقريباً متروك ومجهول وغير مُثَقَّف به، فغالب الناس الآن يدعون على الحاكم ويسبُّونه، وهذا أولاً ليس من أخلاق المسلم.

وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يكون المؤمن سبَّاباً ولا لعَّاناً ولا شتَّاماً ولا صخَّاباً في الأسواق)) 10 فالكلمات النابيَة والكلمات غير الأخلاقية لا تتلاقى مع نفسيّة المسلِم.. فإذا كان حاكِمُكَ مُسلماً وظهر منه جَور وظهر منه خلل، ما فائدة السبّ؟ لكن عوضاً عن السبّ اُدعوا لهم بالصلاح، قولوا: اللهم أصلحهم.. اللهم ألهمهم الصواب.. اللهم وفقهم لـِما تُحبه وترضاه.. أنا في بعض الأوقات أَدعو للحكام، وذلك بحسب الأدب النبوي، وهذه هي المادة الإسلامية والإسلام في المسلم، ولكن من الجو الجاهلي في المجتمع وطفولة كثير من الناس يقول لك: الشيخ صار بعثياً [عضواً في حزب البعث الاشتراكي]! ويوجد آخرون أسوأ وأسفه ومنسوبين للدّين، يأخذون أشرطة بعض الدروس ثم يأخذون هذه الكلمات وغيرها، ويقطِّعونها عن بعضها البعض ويوصلُونها، ثم يعرِضونها للنّاس بشكل مشوَّه، وهم جماعات دينيّة يدعون إلى الدّين، فهل هذا ديْن؟ هذا تخريب للدّين، قال صلى الله عليه وسلم: ((لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)) 11 ، وقد يكون مُتَخَرِّجاً من الأزهر ومن كلية الشريعة أو لا أعلم من أين تخرج! وهذه أعماله وهذا سلوكه! فهل من الممكن أن يكون هناك نجاح؟ هذا مستحيل، لذلك كُلٌّ مِنَّا يجب أن يتعلّم، وذلك على اعتبار أنّ الإسلام لا يوجد فيه شيخ وغير شيخ، بل يوجد مؤمن ويوجد عالِم، وغير المتعلِّم يجب أن يتعلَّم، وإذا تعلَّم يجب أن يُعَلِّم بأقواله وبأفعاله، فكل منكم بقدَر ما يستطيع، وهذا فرض الفروض، ونحن الآن في معركة مثل معركة بدر، وأقل الدرجات أن ننشر الثقافة الإسلامية في المجتمع الإسلامي.

في بعض الأوقات يذهب الشخص إلى رفيقه فيجلس ساعة وأكثر وكلامه كلّه لغو بلغو وتمضية وقت وتسلية، ويفعل الأمر نفسه عندما يذهب إلى بعض أقاربه، فلو بذل هذه الساعة في اكتساب عِلم أو في نشر عِلم، وخاصةً إذا طلب العِلم من الله ذِكراً وحضوراً ومجالسةً، ونَشَرَ العِلم القلبي بين المسلمين، فأرشدهم ورغَّبهم في الذكر وفي المجالسة لله.. والله هذه أفضل من إضاعة الوقت في اللغو وفي اللهو وفي البطالة وفيما لا نتاج منه.

قال صلى الله عليه وسلم: ((لَا تَسُبُّوا الْأَئِمَّةَ، وَادْعُوا لَهُمْ بِالصَّلَاحِ، فَإِنَّ صَلَاحَهُمْ صَلَاحٌ لَكُمْ)) 12 ، وحديث آخر بالمعنى نفسه حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تُشغِلوا قلوبكم بسبِّ الملوك، ولكن تقرَّبوا إلى الله بالدعاء لهم، يُعَطِّف الله قلوبهم عليكم)) 13 ، هذا إذا كان مع الملوك الذين يستحقون المسبَّات، فكيف مع بقية أبناء المجتمع مثل جارك وابن منطقتك أو شخص عاملك بغلظة؟ قال تعالى: ﴿وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ [سورة الرعد: 22]، والحديث الوارد: ((أفضل الفضائل أن تَصِلَ مَن قطعك وتُعطيَ من حرمك وتعفوَ عن من ظلمك وتُحسِن إلى من أساء إليك)) 14 .

بلغني عن الشيخ بدر الدين رحمات الله تعالى عليه أنه كان إذا أراد أن يَذكر الكلب لا يُخرجِ الكلمة من فمه ترفُّعاً أنْ تخرج منه كلمات غير لائقة وتعليماً لمن حوله فيقول: “هذا الذي يُعَوِّي في الشارع” ولا يقول اسمه، مع أنّه لا مانع، لكن هذا من طريق التعليم بالقدوة وبالأسوة، مع أنّ القرآن ذَكَرَ الكلب وذَكَر الخنزير، لكن رأى أنّ المجتمع يحتاج إلى زيادة العناية فكان يُظهر هذه المظاهر في نطقه، وقال تعالى ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [سورة البقرة: 83].

عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة كما هو معلوم كم كان يتحمَّل؟ وكيف كان ينزل القرآن فيأمرهم بالصبر والحلم والعفو والصفح، فالإسلام أخلاقياً وسلوكياً وتربوياً يكاد أن يُفقد، والسبب– على سبيل المثال- تُفقَد البقلاوة [نوع مشهور من الحلوى] لـمَّا نَفْقِد صانع الحلوى، ونفقد الخياطة عندما نفقد الخياطين.. فنسأل الله أن يمنّ على هذه الأمة وعلى حُكَّامها وعلى عُلمائها وعلى عمومها برحمةٍ فنرجع كلُّنا إلى الدِين، وليس فقط الحاكم.. هناك أُناس يُحمِّلون الحاكم المسؤولية، هل الناس التي تخرج شبه عارية من الثياب يأمرهم الحاكم بذلك؟ هل شاربُ الخمر تأمره الدولة بشرب الخمر؟ فكلنا مقصرون.. هل العالِم الذي يكون لديه علِم ولا يذهب إلى المسجد ويقوم بواجبه التعليميّ يأتي منه ضرر أكثر أم شارب الخمر أكثر؟ شارب الخمر يضرّ نفسه أما ذاك الذي معه الماء والناس تكاد أن تَهلِك من العطش ويمنع الماء فمَن ضرره أكبر؟ فكلنا مقصرّون ،فيجب ألَّا تتكلَّم عن غيرك وتُبرِّيء نفسك، وأنا أول المقصرين، فالشاهد أن نُشَمِّر كلّنا ونَشُدّ الهمة والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بك رجلاً واحداً خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ)) 15 ، والهِداية بالأعمال والسلوك والأخلاق والصدق القلبي والإخلاص أبلغ من الهِداية بالأقوال فقط، وإذا كانت الهِداية بالأقوال فقط وكانت الأعمال لا تتلاقى ولا تتوافق مع الأقوال فهذا لا ينتج منه شيء أبداً، فالإمام الأعظم أبو حنيفة رضي الله عنه كان يُعلم إخوانه الفقه، فوصلوا إلى باب العتق فانقطع الإمام عدّة شهور ولم يأتِ إلى الدرس ثمّ أتى فقالوا له: قطعتنا! فأجاب: أريد أن أُعلمكم العتق ولم أُعتِق! فتأخَرت حتى جمعتُ ثمنَ عبد واشتريته وأعتقته، حتى إذا علَّمتُكم العِتق فأكون أعتقت وعملت بما أقول.

فانظر إلى أدب العالِم كيف كان؟ فنحن كلّ واحد مِنَّا يجب أن يُفتِّش عن نفسه ولا يُفَتِّش عن غَيره، وإذا أراد الله بالأمّة الخير فكل واحد منهم يُحاسب نفسه، وإذا أراد بها السوء يُهمِل حساب نفسه ويحاسب غيره.

السلطان العادل المتواضع

وقال صلى الله عليه وسلم: ((السلطانُ العادِلُ المتواضِعُ ظِلُّ اللهِ ورمحُه في الأرْضِ)) 16 ، هنا هذا الحديث المُقَيَّد فسَّر الحديث المطلق، والحديث الخاص فسَّر الحديث العام، فليس مطلق سلطان [كل سلطان] يصير ظِل الله ويدل على الله وحركته من حركة الله، لا، فقد قيَّده بالعادل، الذي يأخذ حق المظلوم مِن ظالمه وحق الضعيف من القوي، وهو المتواضع لا المُتعالي ولا المتكبِّر ولا المُتَعَجرِف، فهو ظِل الله ورمحه في الأرض ((يُرفع له عمل سبعين صِدِّيقاً)).. وهذا إذا كان مدير الشرطة أو رئيس القضاة أو قاضٍ، فكلهم يدخل ضمن الحاكم والسلطان.. والسلطان هو صاحب السلطة.. وكل مِنَّا قادِر، فهذا الأخ “طاهر” مع رِفاقه، فإذا لم يقدر الأخ عليهم فليأتِ بهم إلى مدرسة الإسلام وإلى مستشفى الإسلام.

فإذا جَلَب الصيدلي صديقه الصيدلي، وجَلَب المهندس رفيقه المهندس، وهكذا كل واحد.. وهل سينزل وحي من السماء لهدايتهم أو ينزل عليهم جبريل؟ لا، فالوحي انقطع، أنت أحضرهم إلى المسجد، فإذا هَدى الله ((فلَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا واحداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْر النَّعَمِ)) 17 ، فاعمل على دعوة الأصدقاء والرفقاء.. وهذه لا ينتبه لها المسلم، فالإسلام والدّين ليس فقط أنْ تكون صالحاً، بل ﴿لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا [سورة الفرقان: 74]، فكنْ قُدوتهم وكُن أمامهم وإمامهم، ولـمَّا نُفَكِّر فقط في أكلنا ولباسنا ومالنا وسيارتنا ونزهتنا وبحبوحتنا يُخشى أن ينطبق علينا قول الشاعر: 18

لحى الله صُعلوكاً مُناه وهمُّه من العيش أن يلقى لَبُوساً ومَطعَمَاً

كلّ الناس يريدون تأمين مستقبلهم فما هو المستقبل؟ وكيف صار مفهوم المستقبل؟ هل هو مستقبل الدنيا أم الآخرة؟ المستقبل في الإسلام هو مستقبل الدنيا ومستقبل الآخرة.

فالسلطانُ العادلُ المتواضعُ نصف الإسلام، لأن نصف الإسلام دنيا ونصف الإسلام آخرة، والإسلام الصحيح الكامل دنيا وآخِرة، فالعالِم الحقيقي والعامِل الصادق والمُخلِص يُمَثِل نصف الإسلام والسلطان العادل المتواضع والتقي والنقي يُمَثِّل النصف الثاني.. ونسأل الله أن يُرِيَنا النصفين، وأن يوفقنا مع تقصيرنا لنقوم بحقوق الإسلام عُلَماء وأُمَراء.

رفق الله بالوالي اللّين يوم القيامة

وقال صلى الله عليه وسلم: ((أيُّما والٍ وليَ فَلانَ ورَفقَ، رَفَقَ الله تعالى به يومَ القيامة)) 19 ، حتى لو كان موظفاً عاديًا فهو قد وَلِيَ شيئاً من أمور المسلمين، فالشرطي، والطبيب في المركز الصحي، والقاضي في المحكمة، والضابط في الجيش، والأستاذ في المدرسة.. ألم يتولّ هذا أمر أطفال المسلمين؟ فيجب ألا يكون يابسًا إن تبين له الحق، فيثبت على كلامه وإن كان خطأ، وذلك حتى لا يُنظَر إليه على أنه ضعيف.. ((فَلانَ ورفق)) فدائمًا يَرفُق في شؤونهم وفي مسيرتهم وفي قضائهم، ويفتح لهم أبوابهم، ويسلك بهم الطريق الأفضل، وذلك في كل قضية من قضاياهم.

((رَفَقَ اللهٌ تعالى به يوم القيامة)) كيف لو كانت هذه الأحاديث في التلفاز وفي الإذاعة وفي المجلات والصحف والمدارس!.. لكن لا نلومهم لأننا نحن أصحاب المساجد مُقَصِّرون، فهل المساجد الآن معبئة بالأعمال والعلوم والثقافة التي يجب أن تكون مُختزنة وموزعة في المساجد؟ لا يوجد.. ونرجو الله أن يصير ذلك موجوداً.

في بعض الأوقات يأتي الأستاذ خلدون وهو مهندس إلى الدرس بدل الشيخ رجب.. ومرةً صلَّيت الجمعة عند الدكتور “غِياث اسطواني” يرحمه الله، وكان خطيب مسجد الحنابلة، فالخطبة التي ألقاها لا تُسمع فقط، بل تُغذي خلايا وجود الإنسان، فهي خارجةٌ من قلبه ومهيأة، ففيها عقل وعِلم وخُلُق وإخلاص وتربية ونفس واجتماع، وهو طبيب.. وابن سينا ماذا كان؟ كان رجل طبّ وفلسفة، ومع ذلك كان رجل دِين، وسيدنا عمر رضي الله عنه ألمْ يكن رجل دولة ومع ذلك كان رجل دِين، وكذلك الشيخ يجب أنْ يكون مُهندِّساً، وشيخ آخر يكون طبيباً، يعني متخرجًا من كلية الطبّ، ومع ذلك يكون شيخاً.. فالشيخ يصعب عليه ذلك، لكن الذي يتخرج طبيباً من الممكن له أن يُصبح شيخاً.

كان لدينا أخ من إخوان شيخنا -الله يرحمه- اسمه أحمد مراد من طرابلس الشام، وكان مدير الجمارك العامة في سوريا ولبنان في زمن الفرنسيين، وكان يعرف ست أو سبع لغات، وفي وظيفته كان يلبِس قبعة، فعندما كان يأتي إلى الشيخ يلبس لفة كبيرة- يرحمه الله ويغفر له.

والأخ أحمد مراد هو الذي أتى بالشيخ مصطفى اليافي إلى المسجد، كان بيته فوق مسجد من المساجد، رأى ليلة من الليالي في المنام أنه ذاهِب إلى حارة الأكراد وهو لا يعرفها، ورأي أنه دق باباً، ودخل جامع أبي النور وهو لا يعرفه، ورأى الشيخ في منتصف الجامع وهو لا يعرفه.. وكان خطيب الجامع الشيخ محمد فقصّ عليه الرؤيا، وقال له: ما هذه الرؤيا إنها غريبة! فقال له: تعال لأريك إياها كما رأيتها تماماً، ولـمَّا وصل إلى باب جامع أبي النور رأى نفس الباب وكان الباب منخفضاً، فقال: هذا هو الباب نفسه، وهذا الحيّ الذي رأيته، وهو من لبنان لا يعرف المنطقة، ولـمَّا رأى الحرم قال: والله هذا بذاته، قال له: من ذاك؟ قال: هذا هو الشيخ بذاته، [يعني سماحة الشيخ أحمد كفتارو] وسلك الطريق، لكن صار له حال من الأحوال الإيمانية فكانوا إذا سألوه من أنت؟ يقول لهم: أنا كردي، يقولون: لكن لهجتك ليست لهجة الأكراد، لهجتك لبنانية، فيقول لهم: شيخي كردي فأنا كردي

أُحِبُهَا وأُحِبُ كلَّ مَنسوبٍ إليها

كُن حسن الولاية

وقال صلى الله عليه وسلم: ((أَحْسِنُوا إِذَا وُلِّيتُمْ، وَاعْفُوا عَمَّا مَلَكْتُمْ)) 20 ، فإذا ولَّاك الله أمراً من الأمور كُن حَسن الولاية، ولو ولَّاك على نحل كُن حسن الولاية على النحل، وإذا ولَّاك على غنم كُن حسن الولاية على غنمك، وإذا وَلَّاك بَيتَكْ كُن حسناً، أو ولَّاك على عُمَّال كُن حسن المعاملة مع العمال، وكذلك لو ولَّاك رعِيَّة وأمَّة وجعلك قاضياً أو جعلك ضابطاً أو جعلك قائد جيش أو جعلك وزيراً أو جعلك رئيساً؛ قال: ((أحسِنوا إذا وُلِّيتم))، فإذا أصبحت مدير مزرعة فيجب أن تكون مزرعتك من أفضل ما يكون، أو ولَّاك الله على سيارة فيجب ألا تكون فيها خدوش وتقود فيها من غير وَعي.. يحكى عن الإمام الشعراني أنه ألقى نعله مرة -خَلَعَهُ وألقاه على الأرض- لكن وضعه بإزعاج، قال: فسمعت النعل يقول “آخ آخ” تأوُّهاً وتألُّماً، وكان إذا سافرِ عندما ينزل عن دابّته يرفع حافرها ويُقَبِّل أسفل حافرها ويقول لها: “جزاكِ الله خيراً أوصلتيني وحملتِ عنِّي مشقَّاتي وأعبائي وأثقالي”.

فهذا الأدب ومعرفة قدر الأشياء والرفق بها والإحسان إليها ولو جماداً يُسَمُّونه ضميرًا ووجدانًا وتربيةً وأدبًا وخُلُقًا وذوقًا، لكن النبي صلى الله عليه وسلَّم كان يقول بمعنى الحديث: ((إذا خَلَعَ أحَدَكُم ثَوبُه فليطوه وليذكر اسم الله عليه ترجِع إليه روحه، وإذا لَبِسهُ ولم يطوِهِ ولم يذكرِ اسمَ الله عليه لبسه الشيطان)) 21 فلا يصح أن تخلع ثوبك وتلقيه.. كان شيخنا إذا قام من فراشه طوى فراشه واللحاف بنفسه، ولا يتركه غير مرتب.

((أَحْسِنُوا إِذَا وُلِّيتُمْ، وَاعْفُوا عَمَّا مَلَكْتُمْ)): إذا مَلَّكَك الله عبداً، أو مَلَّكَك إنساناً وأصبح تحت مُلكك -ليس الملْك بالمعنى القديم، وإنّما ملَّكَك أمر التصرُّف به وأمر القيادة عليه وأمر العناية به- ووقع في خطأ فـ((وإِذا وُلِّيتم فاعفوا عمَّا مَلَكْتُم)) 22 .

وقال صلى الله عليه وسلَّم: ((إنك لَنْ تُخَلَّفَ [تَخلُف] بَعْدِي، فَتَعْمَلَ عَمَلًا صالحاً إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً ورِفْعَةً)) 23 ، تَخْلُف: يعني تكون خَلَفاً بعدي، سواءٌ الخلافة العامة كخلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أو الخلافة الخاصة، فالنبي صلى الله عليه وسَلَّم يُخاطِب بها سعد بن خولة.. ولعلَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم يُكَلِّفُه بعمل من الأعمال، أو يُوَلِّيه على وِلاية من الوِلايات، أو يرسله قائداً على سَريِّة مِن السَرَايَا.. قال: فإذا أردتَ أن تَخلُفني في عملٍ من الأعمال فتعمَلَ عَمَلاً صالحاً إلَّا ازدَدتَّ به درجةً ورِفعة.. فأن تخلف النبي صلى الله عليه وسلم فيما خَلَّفَكَ وأنابَك فيه عنه، فتخلفه خَلَفَاً صَالِحاً وتنوب عنه نيابةً صالحةً، سواءٌ في كلِّيات الأمور أو جزئياتها أو في عمومياتها أو خصوصياتها.

لن تبلُغَ المجدَ حتى تَلعَقَ الصَبرَ

لو كنت إمام جامع- ألست خَلَفاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإمامة وفي الولاية في الجامع؟- فيجب أن تَخلُفَه خلفاً صالحاً، فكيف كان النبي صلى الله عليه وسلَّم لما وُليّ أمر الجامع؟ كان الجامع كُلَّه علم ليلاً ونهاراً، وكُلُّه إرشاد وتربية وإيمان وتهذيب وتزكية، واليوم إمام المسجد لا يَخلُف النبي ﷺ هذا الخَلَف، وقد يخرج من الجامع قبل أن يخرج المقتدون، فيأخذ حذاءه ويسبقهم.. كان شيخنا قدس الله روحه يمكث من الفجر إلى ما بعد العِشاء في المسجد، ودائماً في مجالس العِلم والإرشاد والذِكر، وفوق ذلك يقول: “إذا المُريد اعترضه أيّ حالة من حالات الطريق في نصف الليل فليأت إلى بيتي ويُوقِظُنِي”.

وعلى كُل حال يا بني؛ فقد انتهى العمر وانتهى الأجل.. وماذا حصل؟ يعني ألا يتعب أهل الدنيا بدنياهم، ويَستيقِظون في منتصف الليل؟ والمجنَّدون ألا ينهضون قبل الفجر، ويركض أحدهم في البرد وفي المطر؟ فإذا كان يركض من أجل الدنيا فاركض أنت من أجل الله ومن أجل الآخرة، فالله يُعطِيك الدنيا والآخِرة.

لا تَحسَب المجدَ زبداً أنت آكِلُهُ لن تبلُغَ المجدَ حتى تَلعَقَ الصَبرَ

فالمجد لا يُشرى بالثمن البَخس.. ففي الفكر لابد أن تكون أفكاره أفكارًا عظيمة، وفي العمل تكون أعماله عظيمة، وفي المشقات يتحمل المشاق الكبيرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أوذيَ نبيٌ مِثْلَ ما أُوذِيت)) 24 ، كما أنَّه أيضاً ما رُفِع شأن إنسانٍ وعلا قدره مثل ما رُفِع شَأنُهُ وقَدرهُ حتى قال: ((أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ)) 25 .

فهل أَخَذ هذه السيادة بالراحة وبالكسل وباللغو؟ وصف الله تعالى المؤمنين بقوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [سورة المؤمنون: 3]، فلا يجوز أن يُصرَف أيُّ قول أو أيُّ عملٍ أو أيُّ وقت باللغو، واللغو هو الذي لا نفع منه ولا ضرر، قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا [سورة الفرقان: 72] نُطقاً.. فكلامُ قيل وقال وقلنا وما شابه: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره قِيل وقال)) 26 ، فإذا أردت أنّ تنطق فانطق عِلماً وانطق حكمة وانطق ذِكراً.

أين الذين يقولون أنّ الدّين هو أفيون الشعوب؟ وهذا صار لـمَّا رأوا المسلمين في هذا العصر بالشكل الذي هم عليه.. أنا رأيت العلماء في الاتحاد السوفيتي؛ والواقع أنه مع تقواهم ودينهم وورعهم لكنهم لا يوجد عندهم شيء حياتي.. ولولا بركة التصوُّف.. وأيضاً التصوُّف الذي عندهم ليس فيه شيء حياتيّ بل تصوُّف رَهبَانِيٌ، فيَصلُح أن يكون راهباً، أمَّا تصوُّف القرآن فغير موجود، فالتَصوُّف جزء من القرآن وليس الكل، والتصوف هو التصفية والتزكية والتربية الروحية، لكن هل هذا فقط هو الإسلام؟ يوجد إسلام: ﴿يُزَكِّيهم، ويوجد إسلام: ﴿وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا [سورة القصص: 77] نؤمن: ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا [سورة الأحزاب: 41] ونكفر ﴿وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا! [سورة القصص: 77].

هؤلاء يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ [سورة البقرة: 85]، فسَلَّط الله عليهم الروس، والروس بقوا محتلين لبلادهم.. ففي بخارى قرابة ثلاث مئة وخمسين سنة، وعندهم طريقة نقشبندية وقادرية وتشتية وسهروِردية.. والله ليس لهم أيّ قيمة! هذه خطوة يا بني نحو الإسلام.. فطريقٌ وذكرٌ وولاية وكرامات وكشوف، يظنّ صاحبها أنّه أصبح ملك المشرق والمغرب وهو ليس له قيمة أبداً! هذا هو إسلام غار حِراء، وهل النبي صلى الله عليه وسلَّم بقي في غار حِراء أم نزل من غار حِراء؟ نزل لبناء الأمَّة ولإحياء العرب وتوحيدهم وتثقيفهم وتهذيبهم حتى جعلهم ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [سورة آل عمران: 110] فأمر الشيخ اليوم سيء جداً، يعني يمكن أن يُؤاخذنا الله نحن المشايخ أكثر من كلّ الناس، وأكثر من الشيوعيين، لأنّ خطأ الفرد ليس مثل خطأ القائد، فخطأ القائد يشمل كل الأمَّة أمَّا خطأ الفرد فيشمله وحده، لذلك أنت كمسلم يجب أن لا تكونْ مسلماً عادياً، بل مسلماً حقيقياً، فهذه الأحكام ليست خاصة بإنسان دون آخر، بل هي مُعَمَّمة على كل من يقول “لا إله إلَّا الله” من ذَكرٍ وأنثى ومن مدنيٍّ وأعرابي، قال صلى الله عليه وسلم : ((طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ)) 27 .

وكما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: ((إنَّك لن تتخَلَّف بعدي فتعملَ عملاً صالحاً)) قد تحمل معنى غير المعنى الأول، لكن تكون النتيجة واحدة، يعني إذا عشت بعدي وتخلَّفت عن الموت فتعمل عملاً صالحاً ازددت به درجةً ورِفعة، ((ثُمَّ لَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ))، يوجد أُناس انتفعوا بالأنبياء وبالصُلَحَاء وبالعُلَماء، ويوجد أُناس تضَرَّروا بهم، فهل انتفع أبو جهل بالنبي صلى الله عليه وسلَّم أم لم ينتفع؟ ويوجد أُناس لا ينتَفِعون من عُلماء زمانهم، بل يغتابونهم ويؤذونهم ويُعرضون عنهم ويُحاربونهم فيهلِكون بهم. قال صلى الله عليه وسلم: ((حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلاَ تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ)) فأصحاب رسول الله الذين ربَّاهم النبي صلى الله عليه وسلَّم والذين هم خير القرون، قال ومع ذلك لم تكن لهم عِصمة.. فلا تفخر بنفسك أنَّك أصبحت كذا وكذا وأنه لا خوف عليكَ ولا خطر، فدائماً يجب أنْ تخاف على نفسك من نفسك، وتخاف على رأس مالك أنْ يَنقص، فيجب أنْ يزيد ولا ينقص.. اللهم زِدنا ولا تُنَقِّصنا.

الإمام صادقٌ عادلٌ رحيم

وقال صلى الله عليه وسلَّم: ((مَا مِنْ أَحَدٍ أَفْضَلَ مَنْزِلَةً مِنْ إِمَامٍ إِنْ قَالَ صَدَقَ، وَإِنْ حَكَمَ عَدَلَ، وَإِنِ اسْتُرْحِمَ رَحِمَ)) 28 ، هذه الأحاديث لو سمعها أيٌّ كان هل تُلَيِّنُه أم لا تٌلَيِّنُه؟ وهل تُرَقِق قلبه أم لا؟ وهل يتأثَّر أم لا يتأثَّر؟ والآن هناك أُناس يفهمون الإسلام من شخص غليظ أو جاف الطبع، أو يفهمون الإسلام على أنَّه رفراف سيارة فقط [غطاء العجلة]، ولا يرون أن ذلك يُحَقُق الهدف، فلا يؤمِنون بتلك السيارة التي عرفوها وفهموها [الرفراف فقط]، لكنهم يؤمنون عندما يرون السيَّارة بحقيقتها.. فالإسلام محجوب عن المسلمين، والمسلمون بعيدون عن ثقافته وكنوزه وحيويته.

قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من أحدٍ أفضل منزلةً –يعني: في مجتمعه وفي عصره وفي زمانه- من إمامٍ إنْ قال صدق)) هل السياسة الآن صدق أم كذب؟ فكلما كان يكذِب أكثر كانوا يَعُدّونه سياسياً أكثر؟ وليس كل السياسيين؛ فيوجد سياسيون شُرفاء، ويوجد سياسيون فُضلاء، ويوجد سياسيون مستقيمون، فيوجد كل الفئات.. وهل الفئات المتَديِّنة كُلّها على درجة واحدة؟ لا، فهذا يعني أن لا نعيب على فئة ونُزَكِّي أنفسنا على حِساب الفئة الأخرى، فكلنا تحت المطر.. والرجل هو الذي يُصلح نفسه ويُسَاعِد غيره على الإصلاح، أمَّا الذي يَعيب على الناس وينقدهم فليس عمله عملًا بِنَائيًا، بل هو عمل سلبي تخريبي، فلابد أن يُصلِح العبد نَفسَهُ ويَصدُق الله في الأقوال والأفعال، وإذا رأى شخصاً مُقَصِّراً فليستعمل معه الدواء.. وإذا أراد الطبيب الجراح أن يجري عملية فهل يسلّ على المريض خنجراً ويهجم عليه ويقول له: أريد أنْ أجري لك عملية؟ لا، هل يسلّ السكِّين والمقص ويقول له: يا فاعِل يا تارِك؟ [أي يشتمه] ويقول له: تعال إلى هنا!.. ثم يقول: يا أخي لا تنظر إلى كلامي؛ فأنا نيتي أن أجري له عملية وأخَلِّصه من مَرَضُه.. فهذا المريض يكون بمرض واحد ثم يُصاب بسبب الرعب بمرض ثانٍ، وكثير منْ أهل الدّين هكذا يتصرفون.

في انتخابات عام سبعة وأربعين كان أول اجتماع لرابطة العلماء في جامع أبي النور، أول اجتماع عِندنا في جامع أبي النور لأنهم لم يكونوا يفكرون أنْ يجتمع حولهم الشعب، والاجتماع الثاني في جامع تنكز اجتمعوا فيه بالناس، والثالث في جامع التوبة.. في جامع أبي النور أنا الذي تكلَّمت وكانت كلمتي وقتها ربما قرابة ساعتين، ولكن في الاجتماع الثالث بدأوا يسبُّون، وفي الرابِع يُسِبُّون أكثر، وأنا ليس من خُلُقي المَسَبَّات ولا الشتائم، فلم أعد أحضر معهم، ثم صاروا يستخدمون الميكروفونات في المآذن ويسبّون.. فهذا يا بني لا سياسة ولا دين ولا عِلم! هذا يتطلب أخلاقاً وسلوكاً وحِكمة ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [سورة آل عمران: 159] يكفي أن تقول الدكتور الطرقجي– على سبيل المثال- رجل صالح، مفهوم المُخالفة تفهمه الناس بنفسها، أمَّا أن تقول فُلان الفاسِق والتارك والفاعل.. [كناية عن الشتائم] ثم ماذا حصل؟ أخيراً اجتمعوا في جامع تنكز وكثرت السباب وفي أثناء المجلس صار ضرب الرصاص [إطلاق النار] وداست الناس على بعضها البعض من الخوف والتدافع والازدحام، وخربت الأمور وزوِّرَت الانتخابات، وخرجنا بأسوأ نتيجة.. جاؤوا ليضعوا قائمة فوضعوا قائمة كاملة، فقلت هذا غلط ولا يصح ذلك فهناك دولة وهناك أحزاب، فغضبوا كثيرًا.. وكنت عندما أخرج يسلقونني بألسنة حداد.. فلا نمشي بشكل صحيح، ولا إذا تذاكرنا يكون الرأي محترماً، فكانت فئة مُعيَّنَة تفرض رأيها بعاطفة وبأنانية على الآخرين، حتى يكون العمل فاشِلاً في النهاية، وإذا لم تمشِ معهم خرجت من الإسلام! لذلك هل سينجح الإسلام؟ مستحيل.

إذا طاب أصل المرء طابت فروعه

قال صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: ((ما من أحدٍ أفضل منزلةٍ من إمامٍ إن قال صَدَق وإن حَكَمَ عَدَل)) مهذَّب اللسان.. وتهذيب اللسان يدل على تهذيب العقل، لأنّ العقل غير المُهَذَّب يخرج منه الكلام غير المُهَذَّب، وهذا دليل على عدم تهذيب النفس وعدم تزكيتها، فالنفس غير المزكاة هي التي يخرج منها الكلام الفاحِش والكلام البذيء، ويخرج منها مَسَبَّات الدِّين ويخرج منها الأعمال الرذيلة والحقيرة والتافهة، دائماً ((المرء بأصغريه قلبه ولِسانِه)) 29 ، وفي الغالب

إذا طاب أصل المرء طابت فروعه

والأصل في الإنسان الشيء الداخلي، فإذا طاب الداخل فالأعمال الخارجية هي فروع عن الأعمال الداخلية، ولذلك الحديث النبوي يقول: ((من أصلح جُوَّانيه أصلحَ الله له بَرَّانِيَّه)) 30 ، أمَّا إذا كان يطلق لسانه على هواه- لأنّ نفسه ليست طيبة- فيصير مُحتقراً في نفس كل من يسمع نطقه أو لفظه أو كلامه أو سلوكه، فالإمام كيف يجب أن يكون؟

قال: ((إذا قال صَدق، فهو أعظم الناس منزلةً، وإن حَكَمَ عَدَل، وإن استُرحِمَ رَحِم))، إذا طُلِب منه أن يَرْحَم فقيراً أو يرحم المسكين أو يرحم المذنب فيما يصح العفو عنه، وقد ورد: ((ادرؤوا الحدودَ بالشبهات)) 31 ، ((ادرؤوا الحدود ما استطعتم)) 32 ، فهذا يكون أفضل الناس عِند الله منزلةً.

 وصلى الله على مُعَلِّم الناس الخير، وصلَّى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله رب العالمين.

Amiri Font

الحواشي

  1. شعب الإيمان للبيهقي، فصل في فضل الإمام العادل وما جاء في جور الولاة، رقم: (7373)، (6/17)، عن أبي بكرة.
  2. أسد الغابة لابن الأثير (2/ 332)، بلفظ: قال الواقدي: "كان عمر أبيض أمهق، تعلوه حمرة، يصفر لحيته وإنما تغير لونه عام الرمادة لأنه أكثر أكل الزيت، لأنه حرم على نفسه السمن واللبن حتى يخصب الناس فتغير لونه"، وفي البداية والنهاية لابن كثير (9/74)، بلفظ: (وَكَانَ عُمْرُ يَضْرِبُ بَطْنَهُ عَامَ الرَّمَادَةِ وَيَقُولُ: قَرْقِرْ أَوْ لَا تُقَرْقِرْ، وَاللَّهِ لَا سَمْنًا وَلَا سَمِينًا حَتَّى يُخْصِبَ النَّاسُ).
  3. السنن الكبرى للبيهقي، باب قال الله جل ثناؤه إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها كتاب آداب القاضي، رقم: (19943)، (10/ 87)، تاريخ الطبري (2/351)، الأوائل للعسكري، ص: (357)، عن محارب بن دثار، بلفظ: (لما ولي أبو بكر ولي عمر رضي الله عنهما القضاء وولي أبا عبيدة رضي الله عنه المال وقال أعينوني فمكث عمر سنة لا يأتيه اثنان أو لا يقضي بين اثنين).
  4. شعب الإيمان للبيهقي، رقم: (7369)، (6/15)، مسند البزار، رقم: (5383)، (12/17)، عَن ابْنِ عُمَر رضي الله عنه. ولفظ الحديث: ((السُّلْطَانُ ظِلُّ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، يَأْوِي إِلَيْهِ كُلُّ مَظْلُومٍ مِنْ عِبَادِهِ، فَإِن عَدَلَ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ وَعَلَى الرَّعِيَّةِ الشُّكْرُ، وَإن جَارَ أَوْ حَافَ أَوْ ظَلَمَ كَانَ عَلَيْهِ الْوِزْرُ وَعَلَى الرَّعِيَّةِ الصَّبْرُ))
  5. صحيح البخاري، كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، رقم: (6723)، (6/ 2612)، مسند الإمام أحمد بن حنبل، رقم: (12147)، (3/ 114)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ضي الله عنه، بلفظ: ((اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ))، وفي المعجم الكبير للطبراني، رقم: (21499)، (25/ 157)، عَنْ أُمِّ الْحُصَيْنِ الأَحْمَسِيَّةِ، بلفظ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ، فَأَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ)).
  6. متفق عليه، صحيح البخاري، كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، رقم: (6726)، (6/ 2612)، صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية، رقم: (1840)، (3/1469)، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَغَضِبَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُطِيعُونِي؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: قَدْ عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ لَمَا جَمَعْتُمْ حَطَبًا، وَأَوْقَدْتُمْ نَارًا، ثُمَّ دَخَلْتُمْ فِيهَا فَجَمَعُوا حَطَبًا، فَأَوْقَدُوا نَارًا، فَلَمَّا هَمُّوا بِالدُّخُولِ، فَقَامَ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا تَبِعْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرَارًا مِنَ النَّارِ أَفَنَدْخُلُهَا؟ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ خَمَدَتِ النَّارُ، وَسَكَنَ غَضَبُهُ، فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((لوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا أَبَدًا، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ)).
  7. شعب الإيمان للبيهقي، باب فصل في فضل الإمام العادل وما جاء في جور الولاة، رقم: (7369) (6/15)، البحر الزخار مسند للبزار، رقم: (5383)، (12/ 17)، عَن ابْنِ عُمَر رضي الله عنه، بلفظ: ((إن السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده فإذا عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر وإذا جار كان عليه الإصر وعلى الرعية الصبر وإذا جارت الولاة قحطت السماء وإذا منعت الزكاة هلكت المواشي وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة وإذا خفرت الذمة أديل الكفار)).
  8. شعب الإيمان للبيهقي، باب فصل في فضل الإمام العادل وما جاء في جور الولاة، رقم: (7372)، (6/17)، السنة لابن أبي عاصم، باب ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه زجر عن سب السلطان، (2/487)، رقم: (1013)، مسند الفردوس للديلمي، رقم: (7291)، (1/ 483)، عن أَبي عُبَيْدَةَ رضي الله عنه.
  9. المعجم الكبير للطبراني، رقم: (7625)، (8/ 134)، مسند الفردوس للديلمي، رقم: (7292)، (1/ 483)، عن أبي أمامة رضي الله عنه،
  10. سنن الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في اللعنة، رقم: (1977)، (4/ 350)، الأدب المفرد للبخاري، رقم: (312)، ص: (116)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، بلفظ: ((لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ)).
  11. متفق عليه، صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، رقم: (13)، (1/12)، صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه، رقم: (45)، (1/67)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه.
  12. المعجم الكبير للطبراني، رقم: (7625)، (8/ 134)، مسند الفردوس للديلمي، رقم: (7292)، (1/ 483)، عن أبي أمامة رضي الله عنه.
  13. المعجم الأوسط للطبراني، رقم: (8962)، (9/9)، عن أبي الدرداء، بلفظ: ((فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك ولكن اشتغلوا بالذكر والتضرع إلي أكفكم ملوككم))، حلية الأولياء للأصبهاني، (2/ 377)، بلفظ: عن مالك بن دينار، قال: "قرأت في بعض الحكمة: «إني أنا الله، مالك الملوك قلوب العباد بيدي فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة لا تشاغلوا بسب الملوك ولكن توبوا إلي أعطفهم عليكم».
  14. مسند الإمام أحمد بن حنبل، رقم: (15656)، (3/ 438)، مكارم الأخلاق للخرائطي، رقم: (381)، ص: (80)، عَنْ مُعَاذِ بن أَنَسٍ رضي الله عنه، بلفظ: ((أَفْضَلُ الْفَضَائِلِ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وَتَصْفَحَ عَمَّنْ ظلمك)).
  15. المعجم الكبير للطبراني، رقم: (934)، (1/315)، والمستدرك للحاكم، رقم: (6537)، (3/ 690)، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، بلفظ: ((لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى يَدَيْكَ رَجُلا خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ)).
  16. مسند الفردوس للديلمي، رقم: (3554)، (1/ 241)، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، بلفظ: ((السلطان العادل المتواضع ظل الله ورمحه في أرضه يرفع للوالي العدل المتواضع في كل يوم وليلة عمل ستين صديقا))، وفي فضيلة العادلين من الولاة لأبي نعيم الأصبهاني، رقم: (18)، ص: (124)، عن أَبي بَكْرٍ رضي الله عنه، بلفظ: «وَيُرْفَعُ لِلْوَالِي الْعَادِلِ الْمُتَوَاضِعِ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ عَمَلُ سِتِّينَ صَدِّيقًا، كُلُّهُمْ عَابِدٌ مُجْتَهِدٌ»
  17. متفق عليه، صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام..، رقم: (2783)، (3/ 1077)، صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضى الله تعالى عنهم، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه، رقم: (2406)، (4/1872)، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بلفظ: ((على رِسْلِك حتَّى تنزِلَ بساحتِهم ثمَّ ادعُهم إلى الإسلامِ وأخبِرْهم بما يجِبُ عليهم مِن حقِّ اللهِ فيه فواللهِ لَأنْ يهديَ اللهُ بكَ رجُلًا واحدًا خيرٌ لكَ مِن أنْ يكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ)).
  18. . مما نسب إلى حاتم طيء، عيون الأخبار: ج 1/ ص377.
  19. فيض القدير للمناوي، رقم: (3009)، (11/ 403)، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه، وفي صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الإمام العادل وعقوبة الجائر، رقم: (1828)، (3/ 1458)، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، بلفظ: ((اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ)).
  20. رواه الخرائطي وغيره عن أبي سعيد رضي الله عنه، رقم (374) باب العفو والصفح.
  21. المعجم الأوسط للطبراني، رقم: (5702)، (6/31)، تذكرة الموضوعات للفتني، ص: (156)، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، بلفظ: ((طْوُوا ثِيَابَكُمْ تَرْجِعُ إِلَيْهَا أَرْوَاحُهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا وَجَدَ الثَّوْبَ مَطْوِيًّا لَمْ يَلْبَسْهُ، وَإِذَا وَجَدَهُ مَنْشُورًا لَبِسَهُ)).
  22. مكارم الأخلاق للخرائطي، باب العفو والصفح وما في ذلك من الفضل، رقم: (374)، ص: (79)، مسند الشهاب للقضاعي، رقم: (463)، ص: (15)، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، بلفظ: ((أَحْسِنُوا إِذَا وُلِّيتُمْ، وَاعْفُوا عَمَّا مَلَكْتُمْ، وإِذا وُلِّيتم فاعفوا عمَّا مَلَكْتُم)).
  23. متفق عليه، صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب رثى النبي صلى الله عليه وسلم خزامة بن سعد، رقم: (1233)، (1/ 435)، صحيح مسلم، كتاب الوصية، باب الوصية بالثلث، رقم: (1628)، (3/ 1250)، عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رض الله عنه. ولفظ الحديث: ((إنك لَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي، فَتَعْمَلَ عَمَلًا صالحاً إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً ورِفْعَةً، ثُمَّ لَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلاَ تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ)).
  24. سنن الترمذي، أبواب صفة القيامة والرقائق والورع، باب ما جاء في صفة الحوض، رقم: (2472)، (4/645)، سنن ابن ماجه، كتاب افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، باب فضل سلمان، وأبي ذر، والمقداد، رقم: (151)، (1/ 54)، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، بلفظ: ««لَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إِلَّا مَا وَارَى إِبْطُ بِلَالٍ».
  25. سنن الترمذي، كتاب المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب في فضل النبي صلى الله عليه وسلم، رقم: (3615)، (5/ 587)، سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر الشفاعة، رقم: (4308)، (2/1440)، عن أبي سعيد، بلفظ: ((أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يوم القيامة، وَلَا فَخْرَ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ، ولا فخر، ولِوَاءُ الحَمْدِ بيدي يوم القيامة، وَلَا فَخْرَ)).
  26. صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب قول الله تعالى: (لا يسألون الناس إلحافاً( [البقرة:273]، رقم: (1477)، صحيح مسلم، كتاب الأقضية، باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة، رقم: (1715) عن المغيرة بن شعبة.
  27. سنن ابن ماجه، عن أنس بن مالك، افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، رقم: (224).
  28. المحدث الفاصل للرامهرمزي، ص: (345)، علل الدارقطني، رقم: (2363)، (12/ 24)، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه مرفوعاً.
  29. كتاب جمهرة الأمثال للعسكري (1/ 266)، روضة العقلاء لابن حبان ص: (201)، وفي فيض القدير للمناوي (6/ 232)، قال الميداني: المرء بأصغريه قلبه ولسانه.
  30. الزهد لأبي داود، عن سلمان، باب من زهد سلمان، رقم: (259)، (235)، وهو مرسل عن سلمان قَالَ: "لِكُلِّ امْرِئٍ جُوَّانِيُّ وَبَرَّانِيُّ، فَمَنْ أَصْلَحَ جُوَّانِيَّهُ أَصْلَحَ اللَّهُ بَرَّانِيَّهُ، وَمَنْ أَفْسَدَ جُوَّانِيَّهُ أَفْسَدَ اللَّهُ بَرَّانِيَّهُ".
  31. مسند أبي حنيفة رواية الحصكفي، كتاب الحدود، رقم: (4)، نيل الأوطار للشوكاني، باب أن الحد لا يجب بالتهم وأنه يسقط بالشبهات، (7/ 125).
  32. سنن الترمذي، أبواب الحدود، بَابُ مَا جَاءَ فِي دَرْءِ الحُدُودِ، رقم: (1424)، السنن الكبرى للبيهقي، رقم: (17062)، (8/414)، حلية الأولياء، (5/311). قال ابن حجر في تلخيص الحبير: " التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ بِلَفْظِ: "ادْرَؤوا الْحُدُودَ عَنْ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنْ كَانَ لَهُ مَخْرَجٌ فَخَلُّوا سَبِيلَهُ؛ فَإِنَّ الْإِمَامَ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعَفْوِ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعُقُوبَةِ" وَفِي إسْنَادِهِ يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ الدِّمَشْقِيُّ، (4/161).
WhatsApp