الله سبحانه يعلم ما تحدث به نفسك وما يدور في أفكارك من خير وشر، ومن نفع وضرّ، ممَّا يرضي الله عزَّ وجلَّ أو يسخطه، ويعلم سرَّك وعلانيتك: ﴿يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ [النحل: 19]، ويعلم خفايا صدرك: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران: 119] لذلك فالمؤمن ليس الذي لا يعمل الشرّ، بل الذي لا يفكر فيه ولا يخطر على باله، وليس الذي لا يظلم، بل الذي لا يفكر بالظلم، ولا الذي لا يخون، بل الذي لا يفكر في الخيانة، وما معنى: ﴿وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ [ق: 16] يعني نعلم وسنحاسبه وسنجازيه على السوء سوءً وعلى الخير خيرًا، كما قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة: 7-8].

Amiri Font

WhatsApp