كلّ أسرارنا وخفايا نفوسنا وما حجبناه عن النَّاس يصير ظاهرًا مكشوفًا، ولا توجد قوة تحامي عنا وتدافع، ولا صديق ولا حبيب يستطيع أنْ يناصرنا: ﴿فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ﴾ [الطارق: 10] ويؤتى بما فعلناه على هذه الأرض في كتاب ﴿لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا﴾ [الكهف: 49]، أشبه ما يكون بفيديو، لكنه فوق قدرات البشر، لا يسجل الأعمال والأقوال الظاهرة فقط، بل حتى ما نسمع وما نرى وما يخفى في القلوب، فيسجل النوايا والحقد والحسد والمكر والخيانة والكبر والعجب، ثم نُسأَل عن كل هذا: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 36].
فهل نحن مدركون ومستعدون؟
Amiri Font