إن الحديد الخام في الجبال، والنحاس والمعادن في التراب، والبترول في باطن الأرض لا قيمة لها، ولكنْ إن استُخرِجت وصُفِّيت وصُنِّعت تكون لها حينئذ القيم العالية، وتباع بأغلى الأثمان، ويُوضَع الذهب المُصَنَّع الذي كان بالأمس يُداس في التراب تاجاً على رؤوس الملوك، وكذلك الإنسان فمنه الخام الذي لا قيمة له ولا ينتفع منه أحد، ومنه من دَخَل المَصْنَع والمدرسة الإلهية وتَخَرَّج على يَدِ المعلّم الرّبّاني، فتَعَلَّم الكتاب والحكمة وتزكت نفسه، فصار عالماً حكيماً ذا أخلاق عظيمة، وصار الإنسان الفاضل.. والله يدعو الإنسان الخام ليكون الإنسان الرباني الإنساني.

Amiri Font

WhatsApp